Tuesday, August 14, 2018

عن العلمانيين والحجاب والوهابية .. الحسن البخاري



 أحترم نقاش الكافر إن كان يحترم الأسس العلمية في التفكير والحوار, حتى لو كنت متيقنًا من خطئه؛ لكن في النهاية احترامه للعلم يجبرني على احترام حواره.

أما معاشر الصيّع العلمانيين المشككين في فرضية الحجاب فلا أقدر على احترامهم البتة, لأنهم يهرتلون بما يتيقنون من أنه محض "عبط" دون احترام للعلوم والمعارف الإنسانية, ولا احترام لعقول القراء والمستمعين.

[1] 

خذ مثالًا: حينما يقول أحد هؤلاء الصيّع إن فرضية الحجاب اختراع وهابيٌّ دخيلٌ على الأمة.

كيف تطلب مني أن أحترمه وبين يديّ نصٌّ للإمام ابن حزم رحمه الله:
"واتفقوا على أن شعر الحرة وجسمها حاشا وجهها ويدها عورة واختلفوا في الوجه واليدين حتى أظفارهما عورة هي أم لا؟"

فهذا ابن حزم المتوفى 456 هجريًا يعني قبل ابن عبدالوهاب رأس الدعوة الوهابية بـ750 عامًا (!!) ؛ ينقل إجماع كل من سبقه من صحابة وتابعين وأئمة في كافة المذاهب والطرائق على أن شعر المرأة الحرّة -وعامة نساء الدنيا الآن حرائر- من العورة التي يجب سترها.

ومثل هذا النص عشرات -بل مئات- النصوص قبل ابن عبدالوهاب بقرون.
فأن تأتي بعد ذلك لتقول لي إن فرضية الحجاب اختراع وهّابي ثم تطلب مني احترام رأيك ومناقشتك وأنت لا تحترم أبسط مبادئ العلوم والمعارف؛ يجعلني أقول لك بكل راحة واطمئنان: الكلام ده في شارع ماما هناك يحبيبي.

[2]


في تفسير قول الله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" 
قال ابن عباس: الظاهر منها: الكحل والخدان.

قلت: فهذا تُرجمان القرآن الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما يخبرك أن الله تعالى ينهى المرأة عن إظهار شيء منها إلا الكحل والخدّين, فدل على أن الآية تنهى عن كشف الشّعر.
فهل ابن عباس من تجّار الدين؟
أم هو من المتأثرين بالمدّ الوهابي لمحمد ابن عبدالوهاب المتوفى سنة 1206 هجريًا؟ يعني بعد ابن عباس بـ12 قرنًا!

[3]

في تفسير قول الله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" قال سعيد ابن جبير في معنى زينتهن: الوجه والكفّ.

قلت: فهذا التابعي الإمام تلميذ ابن عباس وعائشة وابن عمر يخبرك أن الله تعالى ينهى المرأة عن إظهار شيء منها إلا الوجه والكفين, فدل على أن الآية تنهى عن كشف الشّعر.
فهل ابن جبير من تجّار الدين, وهو الشهيد الذي قتله الحجّاج الأمير الظالم المبير؟
أم هو من المتأثرين بالمدّ الوهابي لمحمد ابن عبدالوهاب المتوفى سنة 1206 هجريًا؟ يعني بعد بـ11 قرنًا!

[4]

في تفسير قول الله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" قال عطاء في معنى زينتهن: الكفان والوجه.

قلت: فهذا عطاء التابعي الإمام, تلميذ عائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وابن عمرو وابن الزبير وغيرهم يخبرك أن الله تعالى ينهى المرأة عن إظهار شيء منها إلا الوجه والكفين, فدل على أن الآية تنهى عن كشف الشّعر.
فهل عطاء من تجّار الدين؟ وهو الذي كان يغلظ القول للخليفة ويوقفه في الصفّ إن أراد أن يستفتيه في الحجّ ولا يقبل منه أن يتخطى المسلمين الذين أمامه في الصف!
أم هو من المتأثرين بالمدّ الوهابي لمحمد ابن عبدالوهاب المتوفى سنة 1206 هجريًا؟ يعني بعد عطاء بـ11 قرنًا!

[5]

في تفسير قول الله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" قال قتادة: الكحل، والسوران، والخاتم.

قلت: فهذا قتادة الإمام المفسّر المتوفى عام 118 هجريًا يخبرك أن الله تعالى ينهى المرأة عن إظهار شيء منها إلا الكحل والسوارين والخاتم, فدل على أن الآية تنهى عن كشف الشّعر.
فهل قتادة من تجّار الدين؟
أم هو من المتأثرين بالمدّ الوهابي لمحمد ابن عبدالوهاب المتوفى سنة 1206 هجريًا؟ يعني بعده بـ 11قرنًا!

[6]


في تفسير قول الله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" 
قال الحسن البصري: الوجه والثياب.

قلت: فهذا إمام التابعين ربيب بيت النبوة المتوفى عام 110 هجريًا يخبرك أن الله تعالى ينهى المرأة عن إظهار شيء منها إلا الوجه والثياب, فدل على أن الآية تنهى عن كشف الشّعر.
فهل الحسن البصري من تجّار الدين؟ وهو الثائر على السلطان عدوّ الحجاج!
أم هو من المتأثرين بالمدّ الوهابي لمحمد ابن عبدالوهاب المتوفى سنة 1206 هجريًا؟ يعني بعده بـ 11قرنًا!

[7]

كتب الدنيا كلها أمام من ينكر فرضية تغطية المرأة الحرّة البالغة شعرها أمام الرجال الأجانب, فليفتش في أوراقها, وليأخذ ما شاء من وقت, ليخرج لنا بنقل واحد صحيح عن صحابي واحد أو عالم واحد من علماء المسلمين المتخصصين في الشريعة منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى القرن الثاني عشر للهجرة قال فيه إن تغطية الشعر ليست فرضًا.

فإن لم يفعلوا ولن يفعلوا؛ فيلزمهم أن الله تعالى أضل الأمة كلها اثنا عشر قرنًا من الزمان, ومع ذلك أمرنا باتباع سبيل هذه الأمة الضالة فقال:

"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا"
فعاقبنا على أن تركنا سبيل الأمة, رغم أنه سبيل ضلالة.


وجعل هذه الأمة الضالة شهيدة على الناس فقال:
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ"

رغم أنها أمة ضالة شهدت على الله بالكذب اثنا عشر قرنًا وافترت عليه فرضًا لم يفرضه.

كذلك رسوله صلى الله عليه وسلم يكون قد حذرنا من مفارقة الأمة والجماعة رغم أنها تجتمع على الضلالة, فقال:
"لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"

فإن كان هذا كلامكم فصارحونا به ليكون لنا معكم حديث آخر.

[8]

ثلاث مقالات عن عورة الإماء وما يتعلق بها من شبهات واستشكالات، كتبها منذ سنوات المبدع الدكتور حسام الدين حامد بارك الله في علمه وعمله، لا تفوتنك قراءتها فإن فيها خيرًا عظيمًا.

حجاب الإماء: مباعث الاشتباه
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?59988

حجاب الإماء: أقوال العلماء
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60028

حجاب الإماء: أسئلة المقاصد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60044


*****


إلى الذين يرفضون كل أدلة القرآن والسنة والإجماع الواضحة الصريحة القطعية التي لم يختلف فيها أحد على مدار ألف عام وزيادة الدالة على وجوب الحجاب..

ولا يقبلون إلا دليلا من عينة:
"يا أم أحمد غطي شعرك بقماشة ما تبينوش أدام الناس الغريبة عشان ده فرض واجب لازم ضروري واللي مش هتعمل كده هتأثم"

نطالب هؤلاء بدليل من القرآن أو السنة على وجوب تغطية المرأة لمؤخرتها، شرط أن تكون دلالته مستوفية شروطهم التي يشترطونها لقبول أدلة الحجاب.

فإن لم يجدوا؛ فإيه طيب؟ ماااا.. ولا ايه؟ :D 

قضاء رمضان في عشرِ ذي الحِجَّة .. الشيخ محمد سالم بحيري


قضاء رمضان في عشرِ ذي الحِجَّة...

الشيخ محمد سالم بحيري




فهذا تفصيلٌ لحُكم قضاءِ المرأة لما عليها من أيَّام رمضان في عشرِ ذي الحجَّة، وإزالة للبسِ عند بعض النَّاس من أنَّ الجمع بين الفرضِ والسُّنة يبطلُ العِبادة مطلقًا، وقد وضعتُ الخلاصة في آخره، يمكن أن يقرأها من يريد أن يعرف الحكم بلا تفصيلٍ.



فإنَّ المرأة في هذه الأيامِ في الصِّيامِ لا تخلُو من ثلاث صورٍ: 

الصُّورة الأولى: أن تُفردَ هذه الأيَّام بتطوُّعٍ، ولا تجمع بين نية التطوُّع ونيَّة القضاء، وهذه الصُّورة لا إشكالَ فيها؛ إذ ما فاتَ من المَرْأة من أيامٍ إنما هو فائتٌ بعُذرٍ، وما فاتَ بعذرٍ إنما يجبُ قضاؤه على التراخِي لا على الفورِ.

فيجوزُ لها أن تتطَّوعَ بصيامِ هذه الأيام، وتُؤجِّل صيامَ ما عليها من القضاء إلى ما بعد ذلك بشرطِ أن تكمل قضاءَها قبل رمضان القادِم.

الصُّورة الثانية: أن تُفرِد هذه الأيام بقضاءِ ما عليها من رمضانِ، ولا تجمع بين النيتين، أي: لا تجمع بين نيَّة التطوُّع بصيام العشرِ ونيَّة القضاءِ.

وهذه الصُّورة كذلك لا إشكالَ فيها، ولكن الذي يحصلُ لها من الثَّوابِ إنما هو ثواب القضاءِ فحسب، لحديثِ النبيِّ ﷺ: «إنما الأعمال بالنيَّات»، فلا يُثابُ المرءُ إلا على ما نوَى.

الصُّورة الثالثة: أن تجمعَ المرأة بين نيَّة القضاءِ ونيَّة التطوُّع.

وهذه الصُّورة جائزةٌ كذلك على مقتضى مذهبِ أصحابِنا الشَّافعيَّة عليهم رحمة الله.

ووجهُ الأصحابِ في ذلك: أنَّ صيامَ العشرِ ليس مقصُودًا لذاتِه، وإنما مقصدُ الشَّارعِ منه: شغلُ هذا الزَّمانِ بصيامٍ، وما كان هذا سبيلُه .. جازَ أن يجمَعَ بينَ نيَّة التطوُّع به ونيَّة فرضٍ آخرَ كالقضاءِ، وهذا شأنُ كلِّ نفلٍ غير مقصُودٍ لذاتِه .. 

فإنه يجوزُ أن يجمعَ بين نيَّة التطوُّع ونيَّة فرضٍ آخرَ؛ كالجمعِ بين نيَّة التطوُّع بغسلِ الجمعة وغُسل الجنابة، والجمعِ بين نيَّة التطوُّعِ بتحيَّة المسجدِ والفرضِ.

فسُنَّة تحيَّة المسجدِ غيرُ مقصُودة لذاتِها، وإنما مقصدُ الشَّارع: شغلُ البقعة بصلاةٍ عند دخول المسجدِ، وهذا المقصُود حاصلٌ بصلاة الفرضِ، فجاز الجمعُ بين النيَّتين.

وكذلك يُقالُ في العشرِ؛ فإنَّها سُنَّة غيرُ مقصُودة لذاتِها، وإنما مقصِدُ الشَّارع شغل هذا الزَّمان المُبارَكِ بصيامٍ، فيُوافِقُ المسلمُ هذا الزَّمانَ صائمًا مُتعرِّضًا لعتقِ الله سبحانه.

قالَ الشيخُ ابنُ حجر الهيتميُّ رحمه الله لمَّا سُئل في «فتاويه» (جـ2/ص75): «عَمَّنْ نَوَى صومَ يومِ عرفة مع فرضٍ .. فهل تحصلُ له سُنَّة صومِه؟»، فأجابَ رحمه الله: «الذي يقتَضِيه كلامُهُم أنَّ القصدَ: إشغَالُ ذلكَ الزَّمانِ بصَومٍ؛ كما أنَّ القصدَ بالتحية إشغالُ البقعة بصلاة، وحينئذٍ: فإن نوَاهُمَا حَصَلَا»، أي: فإنْ نوى عرفة والفرضَ .. حصلَ له صيامُهما.
وهذا نصٌّ منه على إجزاءِ الجمعِ بين نيَّة التطوُّع بعرفة ونيَّة الفرضِ كالقضاءِ، ولكن النصُّ على الإجزاءِ والصِّحَّة لا يلزَمُ منه حصولُ الثوابين، ولم يُصرِّح في «الفتاوى» بحصولِ الثَّواب من عدمِه، ولكن وجدُته في «الإمداد» قد صرَّح به.
قالَ رحمه الله في «الإمداد» (جـ1/ق251/الظاهريَّة) في مسألة حصول الثَّواب بعد اعتمادِ الإجزاءِ: «قياسُ التحيَّة وقياسُ ما لو كان عليه غسلُ جنابة وجمعة: إذا نوى التطوُّعَ أيضًا .. حصلَ له ثوابُه».

***



وهنا لبسٌ يقعُ عند بعضِ النَّاس، وهو أنه يشيعُ فيهم أنه: «لا يجوزُ الجمعُ بين نيّة الفرضِ والسُّنة»، وهذا الإطلاقُ فيه نظرٌ، ولا يُوافِق معتمدَ مذهبٍ من المذاهب الأربعة، وإذا وقعَ في كلامِ إمام مُحرِّرٍ فيها .. فإنه يقعُ مقيدًا منه في موضعٍ آخرَ.

فإنَّ الجمعَ بين نيَّة الفرضِ والسُّنة = له أربَعُ صورٍ، فقد يترتبُ عليه صحَّة الجمعِ وترتُّبِ ثوابِ الفرضِ والسُّنة كليهما، وقد يترتبُ ثوابُ الفرضِ دون السُّنة، وقد يترتبُ ثوابُ السُّنة دون الفرضِ، وقد تبطلُ العِبادة فلا يترتبُ ثوابُ السُّنة ولا ثواب الفرضِ.

وهي مسألة من أدِّق مسائل الفقهِ، لأنَّ كلَّ فرعٍ ينظرُ فيه بحسبِه، ولا يحكم المسألة ضابطٌ صارمٌ رياضيٌّ، بل مَرَدُّه إلى ملكة الفقيه في النَّظر في الدَّليل، وسأمثِّل لك على كلِّ صورةٍ، مفرِّعًا ومُعْتنيًا لمدركِ الشافعيَّة وتقسيمهم، مُسْتأنسًا بموافقة غيرِهم أو منبهًا أحيانًا على المُخالِف.


***



فعندنا إذن أربَعُ صورٍ فيما إذا جمع المُكلَّفُ بين نيتي الفرض والسُّنة؛ إما أن يحصل ثوابُهما، أو أن يحصلُ ثوابُ الفرضِ دون النفل، أو أن يحصلُ ثواب النفلِ دون الفرض، أو أن تبطلَ العبادة فلا يحصلُ ثواب الفرضِ ولا ثواب النفلِ.


***



الصُّورة الأولى: حصولُ ثوابِ الفرضِ والنفلِ.

نصَّ الفقهاءُ على فروعٍ، ينوِي فيها المسلمُ عبادة مفروضة وعبادة تطوُّعٍ، وقالُوا بإجزاءِ ذلك في حقِّه، وحصولِ ثوابِ العِبادتين له.

*ومن أمثلةِ ذلك: جوازُ الجمعِ بين نيَّة تحيَّة المسجدِ ونيَّة الفرضِ وحصول الثوابين ثواب التحيَّة وثواب الفرضِ، وذلك لأنَّ تحيَّة المسجدِ غيرُ مقصُودَةٍ لذاتِها، بل المقصُود شغلُ المسجد بصلاةٍ عند دخولِه، وهذا حاصلٌ لمَنْ صلَّى الفرضَ عقبَ الدُّخولِ مباشرةً.

وقد نصَّ على الإجزاءِ وحصول الثَّوابِ في ذلك: أصحابُنا الشافعيَّة، ووافَقَهم على ذلك السَّادة المالكيَّة وغيرُهم.

قالَ الإمامُ النوويُّ رحمه الله في «الرَّوضة» (جـ1/ص49): «ولو نَوَى بصلاتِه الفرضَ وتحيَّة المسجدِ، حَصَلا قطعًا»، واتفق شيخُ الإسلام زكريَّا الأنصاريُّ وابنُ حجر والخطيبُ والرَّمليُّ على حُصُولِ ثوابِها ما دامَ قد نواها مع الفرضِ، وعبارة الشيخ ابن حجر رحمه الله في «التحفة» (جـ2/ص235): «(وتحصل بفرضٍ أو نفلٍ آخَرَ) وإن لم ينوها معه؛ لأنه لم يهتك حُرْمَة المسجد المقصودة، أي: يسقطُ طَلَبُها بذلك، أمَّا حصُولُ ثوابِها فالوجهُ توقُّفُه على النية؛ لحديث: إنما الأعمال بالنيات».

وقالَ العلَّامة الدردير رحمه الله في «الشَّرح الكبير» (جـ1/ص314): «(وتأدَّت) التحية (بفرضٍ) أي: قامَ مقامَهَا في إشغالِ البُقعة وإسقاطِ الطَّلَبِ، ويحصل ثوابُها إن نوَى الفرضَ والتحيَّة».

تأمَّل؛ هذا جمعٌ بين نيتي فرضٍ وسُنَّةٍ .. وحكمَ فقهاءُ الشافعيَّة والمالكيَّة بصحَّة الجمعِ وحصولِ ثواب الفرضِ والسُّنة.

*ومن أمثلةِ ذلك أيضًا: نصُّهم على جوازِ الجمعِ بين نيَّة غُسل الجنابة ونيَّة غسلِ الجُمعة، مع حُصولِ الثوابين في ذلك، نصَّ على ذلك أصحابُنا الشافعيَّة، ووافقَهم عليه السَّادة المالكيَّة.

قال الإمامُ النوويُّ رحمه الله في «الرَّوضة» (جـ1/ص49): «ولو اغتَسَلَ جنبٌ يومَ الجُمُعَة بنية الجمعة والجنابة ... حصَلَا على الصَّحِيحِ»، وقضِّيَّة تشبيه المتأخرين له بالجمعِ بين نيتي التحيَّة والبُقعة .. حصولُ الثوابِ أيضًا.
وقال العلامة الدَّردير رحمه الله في «الشرح الكبير» (جـ1/ص133): «(أو) (نَوَى) المُغْتَسِلُ (الجنابة والجمعة) أو العيدَ، أي: أشرَكَهُمَا في نيَّة واحدةٍ (أو) نوى الجنابة (نيابة) أي: وقصَدَ بها النيابة (عن الجمعة) مثلًا (حَصَلا) أي: حصَلَ الغُسْلُ، وترَتَّبَ الثوابُ لكلٍّ منهما».

*ومن أمثلةِ ذلك مسألتنا: ما لو جمعَ بين نيَّة التطوُّعِ بصيامِ عرَفةَ ونيَّة قضاءٍ أيام من رمضان، أو نيَّة التطوُّعِ بصيام عرفة وفرضِ نذرٍ، أو نيَّة التطوُّعِ بصيامِ عرفة وصيام الكفَّارة.

وقد نصَّ أصحابُنا الشَّافعيَّة على صحَّة الجمع فيه وترتُّب الثَّوابِ؛ كما سبقت حكايتُه عن الشيخ ابن حجر، وقضيَّة كلامِهم فيه: أنَّ سائر العشرِ كذلك، بل أولَى.

***



الصُّورة الثانية: حصول ثوابِ الفرضِ فقط دون النفلِ

حاصلُ هذه الصورة: أن يجمع المرءُ بين نيَّة الفرض والنفلِ، فيحكمُ الفقهاءُ بأنَّ الذي يحصلُ له الفرضُ فقط، وتكون نيَّتُه النفلَ عدمًا.

*ومن أمثلةِ ذلك: نصَّ الأصحابِ عليهم رحمة الله على أنَّ من نوَى بحجِّة الفرضَ والتطوُّع .. وقعَ فرضًا.
قالَ السّيوطيُّ رحمه الله في «الأشباه والنَّظائر» (ص22): «نوى بحَجِّه الفرضَ والتطوع .. وقَعَ فرضًا؛ لأنه لو نوَى التطوُّعَ انصرَفَ إلى الفرضِ».


***


الصُّورة الثالثة: حصول ثواب التطوُّعِ دون الفرضِ ..

في هذه الصُّورة ينوِي المُكلَّفُ بالعبادَة الفرضَ والنفلَ، فتقعُ العبادة نفلًا لا فرضًا.

ومن أمثلة ذلك: ما نصَّ عليه أصحابُنا في باب الزَّكاة أنه لو أخرجَ قدرًا من المال أكثر مما عليه بلا تعيينٍ ناويًا به الزَّكاة والتطوّع .. لم يجزئه عن الزَّكاة، ووقعَ تطوعًا.

قال النوويًّ رحمه الله في «المجموع» (جـ6/ص185): «ولو أخْرَجَ خمسَةَ دَرَاهِمَ ونوَى بها الفرضَ والتطَوُّعَ .. لم يُجزئه عن الزَّكاةِ، وكانت تطوعًا».


***



الصُّورة الرَّابعة: عدم حصولِ الفرض ولا النفل

ومن أمثلة ذلك: ما نصَّ عليه أصحابُنا فيما إذا اجتمع كسوفٌ وجمعة، فنوى بالخطبة الكُسَوفَ والجمعة .. لم تجزئه عن كليهما.

قال الشيخُ ابن حجر رحمه الله: «ويجب أن ينوي خطبة الجمعة فقط، فإن نواهما بطلت».

ومن أمثلة ذلك أيضًا: ما لو نوَى بالتكبيرِ أوَّل الصَّلاة التحرُّم والرُّكوع .. فقد نصَّ أصحابُنا عليهم رحمة الله على أنَّ صلاتَهُ لا تنعقِدُ.

قالَ العلَّامة الرَّمليُّ رحمه الله في «النهاية» (2/243): «(فإن نواهما) أي: الإحرام والركوع (بتكبيرة) واحدة مقتصرًا عليها .. لم تنعقد صلاته (على الصحيح) لتشريكه بين فرض وسنة مقصودة، فأشبه نية الظهر وسنته لا الظهر والتحية».

وخالفَ أصحابَنا: السَّادَةُ المالكيَّة، فصحَّحُوا صلاتَه ولو نوى بتكبيرتِه الإحرامَ والرُّكوع.

قالَ العلامة الدَّردير رحمه الله في «الشرح الكبير» (جـ1/ص348): «(وإن كبر) من وجد الإمام راكعا (لركوع) أي فيه أو عنده، فلا ينافي قوله (ونوى بها العقد) أي: الإحرام فقط (أو نواهما) أي الإحرام والركوع بهذا التكبير (أو لم ينوهما) أي: لم ينو به واحدا منهما (أجزأه) التكبير بمعنى الإحرام أي صح إحرامه في الصور الثلاث وتجزئه الركعة أيضا إن أتى به كله من قيام لا إن أتى به بعد الانحطاط».

***


تأمَّل؛ هذه الصُّور الأربعة جمعَ فيها المُكلَّفُ بين الفرض والسُّنة، فتارة يحكمُ الفقهاءُ بصحِّة العبادة مع ترتُّبِ ثواب الفرضِ والنفلِ، وتارة بصحَّة العبادة مع ترتب ثواب الفرض دون النفلِ، وتارة بصحِّة العبادة مع ترتُّب ثوابِ النفل دون الفرضِ، وتارة ببطلانِ العِبادة وانتفاء الثَّواب.

بقي إذن أن ننظُرَ في مدرك أصحابِنا الشافعيَّة في الحكم بالصِّحة أو البطلانِ وترتب الثوابين أو أحدهما دون الآخر، فإنَّ عليهم التعويل، وقد أخبرتك أني لا أذكر مُوَافِقَهُم أو مخالفَهم هنا إلا تنبيهًا أو استئناسًا.

وهاك ضابطُ الصِّحة والبطلانِ ...

فكلُّ تشريكٍ بين فرضٍ ونفلٍ غير مقصُودٍ لذاتِه .. صحيحٌ؛ كالتشريكِ بين نيتي تحيَّة المسجدِ والفرضِ، والتشريك بين نيَّة التطوُّع بصوم عاشوراء ونيَّة الفرضِ كقضاءٍ أو نذرٍ أو كفَّارة كما أفتى به جمعٌ من متأخري الشافعيَّة، والتشريكِ بين نيَّة التطوُّعِ بصيامِ الاثنينِ أو الخميس ونيَّة فرضٍ كقضاءٍ أو نذرٍ أو كفَّارة.


كلُّ تشريكٍ بين طهارتين شأنُهما التَّداخُل .. صحيحٌ؛ كالتشريك بين نيَّة التطوُّعِ بغُسل الجمعة أو العيدِ وغُسل الجنابة أو الحيضِ.


كلُّ تشريكٍ بين فرضٍ ونفلٍ مقصُودٍ لذاتِه .. يبطلُ العبادة؛ كالتشريكِ بين خطبتي الجمعة والكُسوف فيما إذا اجتمعَ جمعةٌ وكُسوفٌ، وكالتشريكِ بين نيتي الإحرامِ والرُّكوع في التكبيرة، وكالتشريك بين نية التطوُّع بسُنَّة الظُّهرِ وفرضِه.

فهذا ضابطُ صحَّة التشريك وبطلانه، أمَّا الصَّحة مع ترتب أحد الثوابين دون الآخر فلكلِّ مسألة مدركُها لا يوضع لها ضابط جامعٌ، بل مردُّها إلى ملكة الفقيهِ، ويُعلم ذلك من تعليلات الأصحاب فيها وإشكالاتِهم.

وعليه فقولُ القائل: «الجمع بين نيتي الفرض والسُّنة .. لا يجوزُ» = إطلاق معيب، ومن قالَهُ من محققي المذاهب الأربعة الذين تدور عليهم الفتوى في موضعٍ فقد قيَّده في موضعٍ آخرَ، وقد يختلفُون في القيدِ الوارِد عليهم، وقد يحتلفون في تطبيقه باختلاف النظر في تكييف النفل أهو مقصُودٌ أو لا، ولكنَّهم لا يطردون إطلاقَهُ.

وصوابُه عند الشَّافعيَّة: «كل جمع بين فرضٍ ونفلٍ مقصُود لذاتِه .. باطلٌ ، بخلاف الجمع بين الفرضِ والنفل غير المقصُود لذاتِه فإنه صحيحٌ».

فالخلاصة إذن: يجوزُ للمرأة أن تجمع في النيَّة بين نيَّة قضاء ما عليها من رمضان ونيَّة التطوُّع بالعشرِ، كما هو مقتضى مذهبِ السَّادة الشافعيَّة؛ لأنَّهُ جمع بين فرضٍ ونفلٍ غير مقصُود لذاتِه، وإنما القصدُ منه شغلُ الزَّمان المُبارك بصيامٍ.

وينبغِي للمرء أن يحفظَ لسانَهُ عن الخوضِ في دين الله بغيرِ علم؛ فإنَّ الخائض في دين الله بغيرِ علمٍ ولو أصابَ .. مذمومٌ، وإنَّ كثيرًا من النَّاس في زماننا هذا ليحكمون في مضايق كانت تسمَّى «مُحيّرات الفقهاءِ» بجرَّة قلمٍ، وصدق الشعبيُّ رضي الله عنه إذ يقولُ: «إنكم لتفتون في المسألة لو عُرضت على عمر رضي الله عنه لجمعَ لها أهلَ بدرٍ».
وفقنا الله وإيَّاكم لكلِّ خير، وتقبَّل منا ومنكم، ورزقنا الله وإيَّاكم الإخلاص.


Friday, August 3, 2018

جواب أسئلة متكررة عن أعمال يوم الجمعة .



وأحبُّ كثرة الصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كلِّ حال، وأنا في يوم الجُمعة وليلتها أشدُّ استحبابًا...

الإمام الشافعيُّ - رضي الله عنه - 



اقطع يد السارق!
كل ما صرفك عن الذكر والقرآن أول يومك، فهو سارق، يسرق أكثر الأوقات بركة ليحرمك الانتفاع سائر اليوم.
إلى أذكار الصباح والمصحف!

خالد أبو شادي

ما هي خطوات يوم الجمعة ؟



ج/ تغتسل وتتطيب وتتسوك وتبكر للمسجد، وتصلي ما تيسر لك حتى يحضر الإمام فتستمع وتنصت وتصلي معه، ثم تصلي الراتبة في المسجد أو البيت.

الشيخ عمرو شاهين


  ايه حكم عدم صلاة الجمعة؟ وهل هيا واجبة ولا لأ؟ وسامحني على جهلي.

ج/ الحمد لله وحده.

نعم يا أخي، الجمعة واجبة، فريضة الله، فرضها على كل رجل، عاقل، بالغ، مقيم غير مسافر.

فإن كنت رجلا بالغا عاقلا مقيما، فحضور المسجد لصلاة لجمعة، فرض عليك.
 وترك الصلاة المفروضة، من أكبر الكبائر.

والله أعلم.

الشيخ خالد بهاء الدين


  
  يا شيخ أنا بقالي كتير بصلي الجمعة في البيت (رجل) لأسباب مش مهمة أوي، حرام عليا كده؟

ج/ عن أبي هريرة وابن عمر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره:

((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)).

الشيخ أحمد سالم


  ينفع منحضرش خطبة الجمعة ونصليها ظهر؟ للأسف بنتأذى جداً من اللي بنسمعه على المنابر

ج/ حرام بلا خلاف.

الواجب السعي في اختيار مسجد مناسب، وهي موجودة لمن طلبها،

فإن لم تجد يسعك الذهاب بعد انقضاء كثير من الخطبة، لكن تدرك شيئا من الخطبة والصلاة.

والأفضل هو التبكير والتغافل عما يسوء فقط.

الشيخ أحمد سالم


ما هي السنن التي نصليها يوم الجمعة ؟

ج / يصلي قبل الأذان ما شاء من نوافل حتى يؤذن،

فإن كان يؤذن للجمعة أذانان فله أن يصلي بين الأذانين لعموم حديث بين كل أذانين صلاة،

ولا تسن صلاة بعد الأذان الثاني والإمام على المنبر، بل تكره إلا لمن دخل المسجد،

ويصلي بعد الجمعة ركعتين أو أربعا، فإن صلاها في المسجد فالأحسن أن يصلي أربعة، وإن صلي في البيت صلى اثنتين .

الشيخ عمرو بسيوني .


 لو وصلت المسجد في صلاة الجمعة ولحقت ركعة واحدة فقط مع الجماعة هل أصليها أربع ركعات؟

ج/ الحمد لله وحده.

مذهب الشافعية والجمهور أن من أدرك الركوع في الركعة الثانية، فقد أدرك الجمعة.

يعني يقضي ركعة واحدة بعد السلام.

الشيخ خالد بهاء الدين


 سافرت الخميس ٦٠٠ كيلو لمناسبة عائلية، وسأعود السبت فهل تسقط الجمعة عني؟

ج / الحمد لله وحده.

نعم، هذه المسافة، وهذه المدة، يشرع فيها القصر بلا خلاف.

ومذهبنا ومذهب الجمهور أن الجمعة ليست واجبة عليك، لكنها مستحبة إذا سمعت النداء.

صل الظهر وجوبا، أو الجمعة استحبابا.
تقبل الله منك.

الشيخ خالد بهاء الدين


صلاة الجمعة أفضل في المسجد ولا البيت للنساء ؟

ج/ تقرير المذهب [ الحنبلي ] في صلاة الجماعة للنساء كما يأتي:

١- صلاة الجماعة غير واجبة على النساء ، وهذا عام في الصلوات الخمس المفروضة والجمعة والعيدين.

٢- وفي حكمها تفصيل:

أ- إن كانت النساء منفردات عن الرجال فالجماعة مسنونة لهن

ب- وإن كنَّ يصلين مع جماعة الرجال فالجماعة مباحة لهن سواء أكانت الجماعة في الصلوات الخمس أم في الجمعة والعيد

٣- وبناء على ذلك يباح لها أن تحضر صلاة الجمعة ، وصلاتها في بيتها خير لها.

الشيخ حسين الأنصاري


 لو دخلت فى صلاة الجمعة في نص الخطبة ، هل يجوز اصلى ركعتين تحية مسجد ولا المستحب اني اقعد واستمع؟

ج/ الحمد لله وحده.

المستحب أن تصلي، وقد دخل سليك الغطفاني رضي الله عنه المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب.
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي ركعتين.

الشيخ خالد بهاء الدين


  الذى يحضر الجمعة بعد صعود الخطيب ، هل يأثم؟

ج/ لا
ويفوتك أجر التّهجير (وهو التّبكير) وفضله ..

ومن أهل العلم من ذهب إلى أنّه يفوته أجر الجمعة كلّه!

الشيخ كمال المرزوقى


  رجل يعمل في مراقبة مرور القطارات فيمنعه العمل من صلاة الجمعة والجماعة، وهو محتاج لذلك العمل لأنه مصدر رزقه الوحيد، هل يعذر بهذا؟

ج/ الحمد لله وحده.

نعم معذور إن شاء الله، وسواء في ذلك ترك الجمعة والجماعة.
وسواء في ذلك أن يكون قادرا على ترك العمل أو غير قادر.

والله تعالى أعلم.

الشيخ خالد بهاء الدين


 انتقض وضوئي في خطبة الجمعة فقمت توضيت ورجعت كملت الخطبة، هيك صحيح لو سمحت؟

ج/ نعم صحيح وهو الواجب.

الشيخ عمرو بسيونى


لو سمعت سورة الكهف هاخد ثواب قرأتها ولا لا ؟

ج/ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ؛

فسماعُ سورة الكهف =له أجرٌ، ولا شكَ .

ولكن الثواب المخصوص المذكور في الأثر إنما قد رتب على القراءة لا على مجرد السماعِ .

والحديثُ الورادُ فيها الصحيح فيه أنه موقوف على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: مَنْ قرأ سورةَ الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل، ومن قرأ سورة الكهف كان له نورًا من حيث قرأها ما بينه وبين مكة .

واستحبَّ أصحابنا الشافعية قراءتها يوم الجمعة؛ للحديث المرفوع .

الخلاصة: السماع له أجر، ولكن الأجر المذكورُ في الحديث لا يترتب إلا على القراءة لا مجرد السماع، والله أعلم .

الشيخ محمد سالم بحيرى
  

هل غسل الجمعة فرض ؟

ج/ ذهب جمهور العلماء من فقهاء الأمصار من السلف والخلف إلى أنه سنة مستحبة وليس بواجب.

الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي


 هل يجوز لو شخص استيقظ فجر الجمعة على جنابة أن يغتسل بنية رفع الجنابة وغسل الجمعة؟ وهل ترك غسل الجمعة في حالة الطهارة فيه إثم؟

ج/ الحمد لله، والصلاة والسلامُ على رسول الله، أما بعدُ؛

نعم يجوزُ الاغتسال بنية رفع الجنابة ونية غسل الجمعة؛ إذ القصدُ من غسل الجمعة التنظف .

وغسل الجمعة مستحبٌّ لا إثمَ في تركِه، ولكن يكرَهُ تركُه؛ للنصوص المؤكدة لاستحبابه، وخروجًا من خلافِ من أوجبه.

والله أعلم .

الشيخ محمد سالم بحيري


  ما معنى أن في يوم الجمعة (ساعة) إجابة؟ وما هي هذه الساعة؟

ج/ يعني يستجاب فيها الدعاء.

واختلف العلماء فيها على أقوال كثيرة..

أشهرها أنها آخر ساعة من يوم الجمعة..

وقيل: من بعد أن يصعد الخطيب على المنبر إلى أن ينتهي من خطبته.

الشيخ عبد العزيز الدميجي

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ : ( فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا . البخاري ومسلم

فمن آكد الأوقات التي يستحب فيها الذكر والدعاء : الساعة الأخيرة من يوم الجمعة ؛ لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يَوْمُ الجُمُعة ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً ، لاَ يُوجَد فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله شَيْئاً إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ العَصْر ) . أخرجه النسائي وأبو داوود


 ينفع ابتدي بصيام القضاء من يوم الجمعة؟ وهو أصلا ايه حكم صيام يوم الجمعة؟

ج/ يجوز.

ويكره صوم الجمعة منفردا دون صوم الخميس أو السبت معه، في نفل مطلق، لا في فرض كرمضان وقضائه، أو سنة مستحبة كما لو وافق عاشورا أو عرفة ونحوها.

الشيخ عمرو بسيوني


هل من حسن الخاتمة الموت يوم الجمعة ؟

ج / نعم فقد روى الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر.

قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: إنه بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن أو الصحة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: إلا وقاه الله فتنة القبر، قال المباركفوري في شرح الترمذي عند شرحه للحديث: أي حفظه الله من فتنة القبر أي عذابه وسؤاله، وهو يحتمل الإطلاق والتقييد، والأول هو الأولى بالنسبة إلى فضل المولى. اهـ.

الشيخ مطلق الجاسر